الجمعة، 9 ديسمبر 2011

مقال 1: لكل مشكلة حل (التردد وعدم الثقة ) وعد الطميحي

     لكل مشكلة حل (التردد وعدم الثقة )


   عندما يؤمن الشخص إيمانا تاما بأن لكل مشكلة حل , فإنه على أقل تقدير يعطي نفسه مساحة من التفكير في  المشكلة وتحليلها , هذا التحليل يعطي حلول متفاوتة في النتائج لكنه يؤدي في النهاية إلى حل , ومهما كان اختيار النتيجة فهو أفضل من الوقوع في مضاعفات المشكلة والتي قد يترتب عليها نتائج سلبية على شخصية الفرد , 
أو الوقوع في مشكلة أخرى وبالتالي قد يؤثر ذلك في النفس و بالتالي في السلوك بشكل عام , من المشاكل التي تواجه الكثير خصوصا المراهقين والمراهقات هي التردد وعدم الثقة والوقوع في حيرة الاختيار , وعندما نتحدث عن مشكلة فيجب أن نضع مثال او ندرس حالة متكررة يمر بها الإنسان 
لذا هنا وعلى سبيل المثال نستعرض حالة معينة حقيقية من تلك الحالات : هناك فتاة في السابعة عشر من عمرها على وشك الالتحاق بالجامعة , واختيار التخصص , المشكلة التي تواجهها هي التردد في اتخاذ القرار وعدم وجود ثقة في نفسها وفي اختيارها مهما كان أهمية القرار وبالخصوص القرارات الحاسمة فهي تواجه أزمة كبيرة في تجاوز مرحلة القرار واتخاذه , حيث تواجه مشكلة أخرى وهي زيادة ضعف الشخصية , 
وبتالي الوقوع في مشاكل أخرى مثل الانطواء واعتزال الناس والأهل والشعور بالغربة , وهو ما يعكس أيضا طريقة تعامل أهل تلك الفتاة معها والذي قد يكون تعامل سلبي بأن يعاملونها كصغيرة ولا يعتمد عليها وهذا ما يزيد المشكلة تعقيدا , إن هذه المشكلة تواجه الكثير من المراهقين والمراهقات خصوصا في اختيار المسار الجامعي الصحيح والمناسب , 
لذا يختلف الفتيات في هذه المرحلة في التعامل مع هذه المشكلة , والمعروف أن الثقة بالنفس واتخاذ القرار السليم من الأمور المهمة في حياة أي شخص , وهذا يأتي بالتجربة وبمرور السنوات , فما يجب أن تعرفه أي فتاة أن هناك قرارا سليم وقرارا غير سليم , ولا ضير في أن تقع الفتاة في قرار غير سليم فهو من مسلمات الحياة فعندما تؤمن بذلك فإنها تفك نفسها من عقدة القرار الخطأ , وعندما لا تبالي بالساخرين فهي حينها تبني شخصيتها , ومن أهم الأمور التي تساعد في اتخاذ القرارات تلك هو مدى معرفة الشخص بقدراته ,  فبمجرد تحليل القدرات الذاتية حينها تستطيع الفتاة اختيار المسار المناسب لقدراتها وعندما تقع في خطأ أو في فشل في الاختيار فيجب أن لا تضع ذلك إثباتا على فشلها الكلي , بل يجب أن تبحث عن حل أو بديل أخر وفي نفس الوقت تدرك أن الوقوع في الخطأ أمر طبيعي في مسار الإنسان , ولا ضير في طلب الاستشارة بمن نثق فيهم  , ويعتبر التفكير العميق من موجدات الثقة ولا داعي للاستسلام للشعور بالنقص والضعف , فبمجرد نزع الأفكار السلبية وإدراك أن الطريق ما زال طويلا من خلاله يكتسب الإنسان الخبرات التي بها تتشكل القرارات والآراء السليمة , وهكذا صنع العلماء وخادموا الإنسانية الأرض عندما تعاملوا مع مشكلة اتخاذ القرار وتجاوزوا الحاجز النفسي واكتسبوا ثقة صنعت لنا خدمات إنسانية متعددة وهذا ما يجب أن يؤصل في أجيالنا الحالية والقادمة لكي نرتقي بمجتمعنا وبأمتنا والعودة بها إلى مصاف المجتمعات المتقدمة كما كانت في الماضي .




كتاب الأزمات مشاكل وحلول , 
للمؤلفة : موزة المالكي


وعد الطميحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق